| Abstract | الوقوف على دلالات مفهوم البيان في البلاغة العربية بما يشمله من ألوان متنوعة المداخل والمقاصد في أداء الدلالات المختلفة بالطرق والوسائل المختلفة يستلزم منا الإقرار بالفضل للبلاغيين القدامى الذين صاغوا تفاصيل هذا المفهوم بكل دقة ، وتصرّفوا فيه بكلّ عناية ، حتى استوى على سوقه تاماً متمّماً .
كما أنّ النظر في كتب أصول الفقه يوقفنا على اتصال بيّنٍ وتامٍ وكاملٍ بين البلاغة وعلم أصول الفقه في مفهوم البيان وأنواع الدلالات . فنجد عند أهل الأصول تفصيلاً دقيقاً لمفهوم البيان ، وأنواع الدلالة ، وتحديداً رائعاً لتصرّفات كلّ نوع منها ، وذلك على نحو يعجب منه الدارس البلاغي .
وتأسيساً على هذه الملاحظة أردنا البحث في جوهر هذا الاتصال بين البلاغة وأصول الفقه في تناول ( البيان ) وما يحتويه من أنواع الدلالات ، بغية تحديد أوجه هذا الاتصال ، والتأثير والتأثر بين العلْمين في هذا الباب ، وكذلك النظر في أوجه الاختلاف في التناول لمباحث هذا الباب - إن وجدت- متخذين من التحليل الدقيق لهذه الجزئيات أداة للبحث .
وقد جاءت هذه المقاربة التحليلية في نسق متتابع كما يأتي :
- مفتتح القول : وقد عقدناه لبيان المصطلحات المفاتيح للبحث ، والتي تتمثّل في : ( مفهوم البلاغة لغة واصطلاحاً ، ومفهوم البيان لغة واصطلاحاً ، ومفهوم أصول الفقه ، وكذلك مفهوم الدلالة لغة واصطلاحاً) .
- المبحث الأول : البيان والدلالة عند البلاغيين ؛ تناولنا فيه الفهم البلاغي لمفهوم البيان ، وما طرأ عليه من تطورات متعاقبة سواء في توسيع الدلالة أو تخصيصها حسب الفهم الزمني السائد . كما عرضنا بالتبعية للدلالة البيانية ، وكيف تناولها أهل البيان بالتحليل والتقسيم ، ومناط الأهمية عندهم لأنواع معيّنة من الدلالات .
- المبحث الثاني : البيان والدلالة عند الأصوليين ؛ وقد بحثنا فيه المقصود الأصولي للبيان ، وأنواعه كما فصّلها الأحناف بوجه خاص ، والشافعية وغيرهم . كما تعرّضنا لفهم الأصوليين للغة وأصلها بين الوضع والتوقيف ، كما تناول الأصوليون مفهوم الدلالة ، وبيان الصلة بينها وبين أصول الفقه ، وأقسام الدلالة من حيث اللزوم وأنواعه ، ومن حيث الخفاء والوضوح .
|