Abstract | لعلّ ذكر القرآن لهذه القصة جاء في معرض إبطال حجج الكفار ومن ورائهم من اليهود ، وتصديقاً للنبي صلى الله عليه وسلم في دعوته المباركة ، وتثبيتاً له في إثبات نبوته في وجه المنكرين المعارضين .
ولذا جاء السرد القرآني للقصة مبهراً إذ تميّز بالتكثيف النصي فمثلت هذه القصة ( 17 سبع عشرة آية ) من جملة آيات السورة المباركة ؛ سورة الكهف ( 110 مائة وعشر آيات ) . وهذا التكثيف استلزم الإيضاح لما هو أكثر أهمية في هذه القصة ألا وهو ما لاقاه ذو القرنين من صراعات في مرحلة من حياته ، وما انتهت إليه هذه الصراعات من تمكين وإيمان ، مما يثبّت قلب النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته ، ويصير بشارة له على قرب زمن التمكين ، وعلوّ كلمة الله على كلمة الكفر حتى ولو بعد حين .
ونظراً لكل ما تحمله القصة من معان وعبر وألوان متنوعة من فيوض الجمال عرجنا على لمح ما فيها من فنيات تصويرية ، وجماليات نسقية من خلال الاستعانة بالمنهج السردي السيميائي الذي يعتمد على توظيف فن العلامة وما ترمي إليه في نسق التعبير .
وقد جاءت هذه الإطلالة البحثية متدرجة في مبناها بما يتلائم مع تقسيمات السرد القرآني للقصة . فجاءت مباحث هذه الإطلالة كالآتي :
1- المدخل : وفيه عرضنا لمنفهوم الحكي والسرد ، وما ينتظم داخلها من ألوان للسرد ، ومميزات كل لون . كذلك عرجنا على تبيان منهج القرآن في تناول الفن القصصي ، وكيف يتنوع هذا المنهج وفق مقتضيات السياق القرآني ، وحسب مقتضى الحال بمفهوم البلاغة .
2- تمفصلات القصة في السرد القرآني : وقد قسمنا هذه التمفصلات الدلالية على أربعة تمفصلات هي :
التمفصل الأول : الوحدات السيميائية الدالة على التعريف بذي القرنين ، إجابة على السؤال المطروح ( من هو ؟ )
التمفصل الثاني : الوحدات السيميائية الدالة على الرحلة إلى مغرب الشمس ( المكان الأول ) .
التمفصل الثالث : الوحدات السيميائية الدالة على الرحلة إلى مطلع الشمس ( المكان الثاني ) .
التمفصل الرابع : الوحدات السيميائية الدالة على الرحلة إلى بين السدّين ( المكان الثالث ) .
ثم فصّلنا القول في تمفصل على حدة .
3- ومضات سردية : وقفنا فيه مع بعض الومضات السردية الدالة في بناء القصة ، وما أفادته كل منها في النسيج القرآني ، مما كان أكبر الأثر في إيضاح الكثير من الصور والدلالات المستفادة من التعبير القصصي في هذا المقام .
|