|
| مدخل المحاسبة عن التكلفة على أساس النشاط كأساس لقياس تكلفة الخدمات الصحية بالمستشفيات |
| Research Area | faculty-of-commerce |
| Year | 2002 |
| Authors | رضا إبراهيم عبد القادر صالح
|
| Journal | مجلة الإدارة العامة |
| Volume | |
| Month | أبريل |
| ISSN | |
| Abstract | فى إطار الجهود المبذولة لتلبية الحاجات المتزايدة من الخدمات الصحية من قبل مختلف الدول، وبالرغم من أن زيادة الطلب على الخدمات الصحية وارتفاع تكلفتها هى مشكلة عامة ذات قاسم مشترك بين معظم دول العالم النامى والمتقدم، إلا أن دول العالم المتقدم سرعان ما أخضعت تلك المشكلة من كافة جوانبها للدراسة والتحليل العلمى بهدف الوصول إلى أنسب السبل لاحتواء تكلفة الخدمات الصحية. آلا أن هذه المشكلة ـ فى حدود إطلاع الباحث ـ لم تلقى نفس الاهتمام من قبل الدول النامية وخصوصاً فى مجال المحاسبة.
ومن ثم فقد استهدف هذا البحث بشكل عام تقديم إطار لبيان كيفية قياس تكاليف الخدمات الصحية بناء على أسس موضوعية دقيقة وبشكل يتيح إمكانية استخدام هذا الإطار فى مجال ترشيد ورقابة تكلفة تلك الخدمات الصحية، وبالتالى تحديد أسعارها اعتماداً على بيانات التكلفة التى يتم قياسها على أسس علمية. ولتحقيق هذا الهدف فقد استعرض البحث أهم الدراسات التكاليفية التى تمت فى دول العالم المتقدم، سواء تلك الدراسات التى تناولت المشكلة من خلال التطبيق على وظيفة أو نشاط معين باعتباره أحد المسببات الرئيسة لارتفاع تكلفة الخدمات الصحية بالمستشفى، أو تلك الدراسات التى تناولت المشكلة من منظور شامل على مستوى أنشطة المستشفى ككل.
ولقد بذلت العديد من المحاولات لتحسين الخدمات الصحية المقدمة خصوصاً من جانب الدول المتقدمة،حيث شمل ذلك محاولات تسعير الخدمات الصحية المقدمة وذلك عن طريق الاستفادة من بيانات التكاليف بالمستشفيات وتطوير نظام لمحاسبة التكاليف، وبما يؤدى إلى الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة والحفاظ عليها. وفى إطار التنظيم الإدارى للمستشفيات فإنه يجب مشاركة الأطباء بصورة فعالة فى إدارة موارد المستشفى من أجل تحمل مسئولية قراراتهم بشأن استخدام الموارد المتاحة بالمستشفيات، وتأثير ذلك على إمكانية تصنيف عناصر التكاليف بالمستشفى حسب المسئولية عنها،وبما يساهم فى إعداد تقارير تكاليف يتم اتخاذها كأساس لتحديد أسعار الخدمات الصحية.
ونتيجة تميز أنشطة الخدمات الصحية بسمات خاصة عن أوجه النشاط الأخرى، فلقد ظهرت العديد من المشاكل المرتبطة بقياس وتحليل عناصر التكاليف الخاصة بها مثل اختيار الأسلوب الملائم لتحليل عناصر التكاليف كالتحليل النوعى أو الوظيفى أو بحسب علاقة التكاليف بحجم الخدمات المقدمة ، وما يرتبط بذلك من مشاكل تخصيص وتوزيع التكاليف غير المباشرة. ولقد أوضحت الدراسة إمكانية التغلب على المشكلات المرتبطة باستخدام الطرق التقليدية لتخصيص وتوزيع التكاليف غير المباشرة، وذلك باستخدام مدخل المحاسبة على تكاليف الأنشطة فى استخراج معدلات تكلفة لكل نشاط على حسب محركات التكلفة المناسبة لكل منها، ويتطلب العمل بهذا المدخل تقسيم أنشطة الخدمات الصحية إلى مجموعة متجانسة من الأنشطة، واختيار محركات التكاليف المناسبة لكل منها، مع مراعاة نسب تبادل الخدمات بين الأنشطة المختلفة.
كما أوضحت الدراسة إمكانية التغلب على مشكلة التحميل الرأسمالى ، وذلك عن طريق قياس وتحميل تكلفة الأصول الثابتة بالمستشفيات ضمن تكاليف الخدمات الصحية ، واختيار طريقة الاستهلاك التى تتناسب مع عامل التقادم لبعض الأجهزة بالمستشفيات، وكذلك نسب استغلال الطاقة المتاحة بها. أما فيما يتعلق بمشكلة اختيار وحدة النشاط المستخدمة لتحميل عناصر التكاليف فيمكن تحميل عناصر التكاليف حسب كل حالة مع التفرقة بين مرضى الإقامة الداخليين ومرضى العيادات الخارجية، ويمكن تصميم بطاقة تكلفة لكل مريض يتم استيفاؤها بمعرفة الأطباء المسئولين عن العلاج، وتتم مطابقة البيانات الواردة بالبطاقات مع البيانات الواردة بالمستندات عن نشاط الأقسام المختلفة. وفى حالة تقديم الخدمات الصحية بنظام التعاقد الجماعى ، يمكن تحميل التكاليف حسب كل تعاقد مع ضرورة تحديد تكلفة كل حالة من الحالات التى يشملها كل تعاقد جماعى على حده.
وفى إطار تسعير الخدمات الصحية فلقد أوضحت الدراسة أن التسعير على أساس بيانات التكاليف يفيد كل من إدارة المستشفى والمتعاملين معها وبما يساهم فى زيادة الوعى التكاليفى ، والذى ينعكس أثره على الاستخدام والتشغيل الاقتصادى للموارد المتاحة والمستخدمة بالمستشفيات بما يحقق الأهداف المرغوبة منها. كما أوضحت الدراسة إمكانية استخدام أسلوب التكلفة المستهدفة فى مجال تسعير بعض الخدمات الصحية، وذلك بدراسة العوامل السوقية المؤثرة على أسعار الخدمات المقدمة، وطبقاً لذلك يتم تقدير سعر الخدمة المرغوبة وصولاً إلى تقدير تكاليف تقديمها، مما يمثل ترشيداً لتكاليف الخدمات الصحية والاستغلال الأمثل للموارد المتاحة، وذلك فى إطار اتجاه العديد من المستشفيات لتطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة فى أوجه نشاطها، ويستدعى ذلك التخطيط والتدريب والمتابعة المستمرة للعاملين والمسئولين بالمستشفيات على تطبيق النظم المقترحة. ووفقاً لدراسة وتحليل عناصر التكاليف والعوامل السوقية المؤثرة فى أسعار تلك الخدمات،فإنه يمكن تحديد أسعار الخدمات الصحية بدرجة عالية من الدقة والموضوعية استناداً إلى الأساليب الحديثة لمحاسبة التكاليف، على أن يتم مراجعة تلك الأسعار من قبل المسئولين بصورة دورية، وذلك بما يساهم فى رقابة وترشيد عناصر التكاليف واستغلال الطاقات والموارد المتاحة.
|
| download |