ندوة بعنوان: دور الأدب في بناء القيم الإنسانية

17/11/2024

 في إطار المبادرة الرئاسية، "(بداية) نحو بناء الإنسان المصري"، وبرعاية معالي اللواء الدكتور علاء عبدالمعطي محافظ كفر الشيخ، وقيادات جامعة كفر الشيخ/ الأستاذ الدكتور: عبدالرازق دسوقي رئيس الجامعة، والأستاذ الدكتور/ محمد عبد العال نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والأستاذ الدكتور/ إسماعيل القن نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا، والأستاذة الدكتورة: أماني شاكر نائب رئيس الجامعة لشئون البيئة والمجتمع، والأستاذ الدكتور/ وليد البحيري عميد كلية الآداب، والأستاذ الدكتور: عبد الحميد الصباغ وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، والأستاذ الدكتور/ حسام المسيري وكيل الكلية لشئون البيئة والمجتمع، ودكتور/هشام أبو النجاة منسق الأنشطة الطلابية، والأستاذ/ بدر أحمد نوار رئيس قسم رعاية الطلاب بالكلية؛ نظمت اليوم كلية الآداب ندوة بعنوان: "دور الأدب في بناء القيم الإنسانية"، ضمن سلسلة ندوات القوافل الدعوية التي تأتي تباعًا في كليات الجامعة؛ وذلك لنشر القيم الإنسانية لدى شبابها، ممثلة في غرس القيم الحميدة، وجعلها سلوكًا ومنهجًا للتعامل؛ تقديرًا لقيمة احترام الآخر، ودعم قيم المجتمع المصري والحفاظ على استقراره وأمنه وتماسكه، ودحض السلبية الممثلة في سلوكيات العنف والتمييز والتنمر والتدخين، وغيرها،...،.

وقد افتتحت الجلسة بتلاوة آيات القرآن التي تدعم المحامد الحسنة في وصية لقمان لابنه، ثم ألقي معالي العميد الأستاذ الدكتور وليد البحيري كلمته التي اشتملت على دور اللغة العربية في بناء القيم الإنسانية داخل الفرد والمجتمع، وحث الفرد على الإقلاع عن العادات السيئة مثل التدخين، والفوضى، والإسراف، والتبذير، والغضب والحقد والحسد والعدوان والسفه، والتنمر بكل أنواعه. فقد حثّنا الله على التعامل بالحسنى فقال تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا } [البقرة: 83]، كما ذكر سيادته حَثَ الإِسلام على العفوِ عندَ المقدرةِ عَليهِا؛ حيث إنه جَعَلَ التسامحَ صفة حميدة، مظهرًا مكانتها في المجتمع.
وأكد السيد الأستاذ الدكتور حسام المسيري وكيل الكلية على دور الأدب في بناء المجتمعات، فصاحب الخلق الحميد لا يؤذي أحدًا، بل أفعاله وأقواله انعكاس لسيرة طيبة. والمعاملة الحسنة في المجتمعات تؤدي إلى توطيدها، وتكفل لها الأمن والمحبة، وبها ترتفع الأمم ويعلو شأنها وكلمتها ومكانتها بين الأمم.
وقد أكدت الدكتورة هانم محمد حجازي أستاذ الدراسات البلاغية والنقدية على أن الإنسان في هذا الوجود إنما خلق لتحقيق غايةٍ شريفة عبر عنها القرآنُ الكريم بشكل واضح وصريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، وأفضل من حقق هذه الغاية هو الرسولٌ الأعظم محمد(صلى الله عليه وسلم) إذ جمع الفضائلَ والمَكْرُمَاتِ والمحامدَ حتى وصفه القرآنُ الكريم بالخلق العظيم في قوله تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، وقد أمره الله بحسن المعاملة، ولينِ الجانب، وعدمِ الغلظةِ في القول، ورحابةِ الصدر، والمشاورةِ في الأمور، فقال تعالى: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} [آل عمران: 159].
هذا الخلقُ العظيمُ المتمثل في شخص رسولنا الكريم ناظرٌ في أخلاقِه الاجتماعية، وفي تعاملاتِه مع غيره، من ثباتٍ على الحق، وبذل، وعطاء، ورفق ولين، وتواضعٍ، ومشورة بين أصحابه، وحثٍّ على المحامد، وبغضٍ للمكاره، حتى غدا رسولُنا المظهرَ الأخلاقِي لرب السموات والأرض، فقال: "أَدَّبَنِي رَبِّي فَأَحْسَنَ تَأْدِيبِي" وقد حفلت الآياتُ القرآنيةُ، والأحاديثُ النبويةُ، والشرائعُ السماوية جميعُها، والقصائد الشعرية على مختلف عصورِها بالحث على مكارم الأخلاق؛ إذ إن مقياسَ الفضيلةِ ثابتٌ لا يتغير. وجاء ذلك في ثلاثة محاور؛ المحور الأول: دور القرآن الكريم في بناء القيم الإنسانية فقد اعتنى القرآن الكريم عنايةً عظمى بالمبادئ الأخلاقية إرشادًا وتربية وتعليمًا، فقد قال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} [الإسراء: 9]. وقد جاء النص القرآني محملًا بالعبر والعظات التي تدعم المحامدَ ، وتُنَفر من المساوىء، موزعة ذلك على جانبين؛ الأول حسي معنوى، والآخر مادي جسدي.
المحور الثاني: السنة النبوية ودورها في بناء القيم الإنسانية، فقد أقامت السنة النبوية صرح الأخلاق على أسس لا غنى عنها، وقد تجلت أهميتها في المعاملات، فقال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ، وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا"، وعن رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إنما بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ حُسْنَ الْأَخْلاَقِ" وعنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّهُ قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ يُعْطِي بِحُسْنِ الْخُلُقِ دَرَجَةَ الْقَائِمِ الصَّائِمِ».
المحور الثالث: دور الشعر في بناء القيم الإنسانية، فقد كان الشعر ولا يزال يتبوأُ مكانة عالية في بناء الأخلاق الحميدة، وغرس الصفات المنشودة، والمثل العليا، بوصفه الأكثر تأثيرًا في طرب النفوس، وهز القلوب، والأكثرَ انتشارًا وتأثيرًا في نفس الإنسان العربي المتذوقةِ لجماليات الحرفِ ومدلولاتِ الكلمة، ولكونه يحظى بهذه المكانة فقد كان من الطبيعي أن يكون الشعرُ مُمَثِلًا للخطاب الأدبي الحافل بالقواعد الأخلاقية، والشيم الحميدة؛ لكونها ركيزةً أساسيةً للحياةِ المعيشة التي خلقه الله فيها .
وقد حضر الندوة عدد من أساتذة قسمي اللغة العربية والتاريخ، وطلاب الأقسام المختلفة في الكلية، وطلاب الدراسات العليا، وقد قام بعض الطلاب بإلقاء قصائد شعرية تحث على دعم الصفات الحميدة، ودحض السلبيات، والعمل على تقويمها، وتكريس أهمية التعاون بين الطلاب، والحث على رفعة الوطن، ودعم أمنه واستقراره.